إن الكتاب الجيد والعمل الجميل هما من الروائع التي لا تقدر بثمن في إشباع العطش الروحي للإنسان كما يُخضِّر المطر الأرض اليابسة ويُحيي النبتة الذابلة. ويمكن أن تشبع معدة الإنسان بوعاء من الطعام ولكن لا يوجد إنسان "يشبع" من القراءة. وقد علم الله رسول الله صلى الله عليه وسلم في القرآن الكريم أن يسأل أكثر من شيء: "وَقُل رَّبِّ زِدْنِي عِلْمًا"! (سورة طه ، الآية 114).
ومن الطبيعي أن الشخص الذي قرأ واستمع إلى الكتاب "الدعاء المستجاب. الازمنة المعتبرة. المنازل المباركة" للشيخ علي جان قاري فيض الله مخدوم، مدير قسم "تعليم القرآن الكريم والتجويد" بإدارة مسلمي أوزبكستان والذي صدر مؤخراً أن يفكر كما هو المذكور أعلاه لأنه في الفصل الأول من هذا الكتاب "الناس المكرمون ان دعاء هم مستجاب" ورد في التاريخ بناءً على الآيات والأحاديث أن دعوة عباد الله الأحباء مستجابة بلا شك بحسب آيات القرآن والأحاديث التي يستجاب دعاؤها فقد قيل في التاريخ .
الطالب الذي يقرأ هذه سوف يتبع أيضًا طريق شيوخنا،ويتعلم كيفية التصرف من أجل إجابة الدعاء، والسعي لتحقيق ذلك.
"أحد رجل مصري يؤدي فريضة الحج كل عام منذ 33 عامًا. وسأله أحد معارفه السعوديين عن سبب ذلك وحكمته. واجابه قال: قبل سنوات عديدة، عندما لم تكن الطرق مستقيما وسلسة كما هي اليوم كنا نذهب للعمرة و كان عددنا 8-10 أشخاص و انني أعطيت لسيدة عجوزة مكانا في المقعد الأمامي للسيارة. وهي قالت: "يا إلهي"! لقد استمتع هذا عبدك بأن يتمكن عبد عجوز مثلي من السفر بأمان. وبارك لهذا الشاب بالحج بقية عمره!" . وبفضل دعائها ربي أكرمني ان احج كل عام."
إن وضع مثل هذه السطور الجميلة في الكتاب يمنح القارئ متعة خاصة. وفي الوقت نفسه يعجل لمساعدة الآخرين، كالشاب الذي يؤدي فريضة الحج كل عام.
وذكر في الفصول الثاني والثالث والرابع المسمى بعنوان " أماكن وأوقات قبول الدعاء في مكة"، و"أماكن قبول الدعاء في المدينة المنورة " و"أسباب مانعة من إجابة الدعاء " عن صفات كعبة الله و مقام إبراهيم و السعي بين الصفا والمروة والمشاعر المقدسة مثل منى وعرفات ومزدلفة و أعمدة المسجد النبوي بطريقة جميلة بحيث يشعر القارئ وكأنه هو في تلك الأماكن بعد قراءتها و مرارا وتكرارا يفتقد الأماكن المقدسة والعبادة هناك.
وذكر في الكتاب عن زيارة رئيسنا المحترم للمملكة العربية السعودية عام 2022م و أداء فخامته عبادة العمرة ودخوله للكعبة المشرفة و دعائه الخالق عز وجل من أجل مستقبل بلادنا ورفاهية شعبنا وزيارته للروضة المباركة للنبي صلى الله عليه وسلم.
وفي الفصل الخامس من الكتاب تم عرض الكلمات العربية والقراءات ومعاني الأدعية المقروءة في الصبح والليل على أساس الروايات الصحيحة مما يدل على أن هذا الكتاب عمل يمكن قراءته ليلاً ونهاراً للقارئين.
بارك الله في هذا الكتاب وجعله نافعاً و لينعم المؤلف بمزايا مستمرة مكتوبة صدقة حتى يوم القيامة.
طالب جان نظام.
سْمِ ٱللَّٰهِ ٱلرَّحْمَٰنِ ٱلرَّحِيمِ
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيم
محمّد بن محمّد بن عمر الأخسيكتي الحنفي لقبه حسام الدين وكنيته أبو عبد الله. وكان فقيهًا حنفيًا ومن أئمة علوم الفروع والأصول. لا يُعرف تاريخ ولادته.
اسم "أخسيكت" ينسب إلى إحدى مدن وادي فرغانة. وهناك خلاف حول اسمه حيث يسميه البعض "أخسيكاسي" بحرف "ث" بثلاث نقاط. ومنهم أصحاب "مفتاح السعادة" و"الفوائد" الذين ذكروه بهذا الاسم في مؤلفاتهم. كما أشار العلّامة أبو محمد عبد الحق الحقاني رحمه الله في شروحه إلى هذا الاسم. لكن ياقوت الحموي يقول إن "أخسيكت" هو الاسم الصحيح لأن الحرف "ث" بثلاث نقاط غير موجود في الحروف الأعجمية.
كانت هذه المدينة تقع في ما وراء النهرعلى السهل الممتد على ضفاف نهر الشاش. وتشير الأبحاث الحديثة إلى أن مدينة أخسيكت تقع في الوقت الحاضر في منطقة توراقورغان بمحافظة نمنغان على الضفة اليمنى لنهر سيحون في موقع أثري يُعرف باسم "أخسكت القديمة".
وقد أثبتت الأبحاث أن هناك مدينتين تعودان إلى فترات مختلفة في هذا الموقع: إحداهما أخسيكت القديمة، والأخرى "أخسي" التي ولد فيها ظهير الدين بابور. حاليًا، تُجرى حفريات أثرية في أطلال المدينة القديمة. ومن بين الاكتشافات سيوف فولاذية ووعاء نحاسي كُتبت عليه آية الكرسي. وسيوف دمشقية.
مدينة أخسيكت: مركز العلم والحرفية.
كانت مدينة أخسيكت موطنًا للعديد من العلماء البارزين في العلوم والمعرفة إلى جانب الحرفيين المهرة الذين اكتسبوا شهرة واسعة في تصنيع المعادن الصلبة والناعمة. كانوا يعرفون أسرار صناعة الفولاذ. واشتهرت السيوف التي صنعوها في أسواق الشرق مثل الصين. وفي الغرب مثل أسواق دمشق مركز الخلافة.
من أبرز مؤلفات الإمام حسام الدين الأخسيكتي:
"المنتخب"، "الحسامي"، "مفتاح الأصول"، "غاية التحقيق"، "دقائق الأصول والتبيين".
كتاب "المنتخب" هو الأكثر شهرة بين مؤلفاته. وقد كُتبت عليه شروح عديدة. وقال صاحب "كشف الظنون" عن هذا الكتاب: "هذا الكتاب خالٍ من الإطناب، وفصوله مبيَّنة تمامًا. وتمت دراسة التناقضات والآراء بعمق. وقد كُتب عليه ستة عشر شرحًا". وقال عبد العزيز بن أحمد البخاري: "هذا المختصر يتميز عن بقية الكتب بترتيبه المحكم وأسلوبه المنظم."
وصف حسين بن علي بن حجاج الصغناقي الإمام حسام الدين الأخسيكتي بقوله: "كان إمامًا عظيمًا في زمانه، زاهدًا، بحرًا في العلم، مجتهدًا ومثابرًا، عارفًا بدقائق المسائل، مفتيًا للخلق، مظهرًا للشريعة، وحاميًا للسنة". كما قال الإمام لكناوي: "كان الشيخ فاضلاً وإمامًا في الأصول والفروع."
توفي الإمام أبو عبد الله الأخسيكتي يوم الاثنين، 22 من ذي القعدة سنة 644 هـ، الموافق 1 أبريل 1247 م. ودفن في بخارى في مقبرة "سبعة قضاة" بجوار قاضيخان محمد بن محمد بن محمد عبدي.
كتبه: حسنباي وحيدوف، طالب بمعهد طشقند الإسلامي.